وقال في هذا الباب:"هذا موضع دفيء، مهموز مقصور، ولا يقال: دفي (مشدد ولا مهموز) ".
(قال المفسر): يقال: (دفيء) بالهمز، على وزن خطيء و (دفؤ) بالضم على وزن وضوء. فمن قال (دفيء) بالكسر، قال:(دفيء)، مقصور، ملي مثال حذر وبطر. ومن قل:(دفؤ) بالضم قال: (دفيء) مهموز ممدود، على وزن وضيء. ويجوز له تخفيف الهمزة. فإذا خففها، فالوجه أن يقلبها ياء، ويدغمها في ياء فعيل التي قبلها، فيقول دفي مشدد، كما يقال في وضيء: وضي. وفي النسيء، النسي، ويجوز أيضاً في قول من همز ومد، أن يكون فعيلاً بمعنى مفعل من أدفأته إدفاء، فأنا مدفيء، فيكون بمنزلة قولهم: عذاب أليم: بمعنى مؤلم، وداء وجيع: بمعنى موجع. ولو لم يسمع من العرب دفؤ بضم الفاء، ولا أدفأته، لما امتنع أن يقال:(دفيء) بالمد والهمز. وإن كان من (دفيء) المكسور العين، كما قالوا: عليم، وهو من علم، وسعيد وهو من سعد، وسقيم وهو من سقم. على أنهم قد قالوا: سقم بالضم. ولكن لم يسمع منهم في اسم الفاعل سقم بغير ياء. فثبت بهذا أن سقيماً اسم الفاعل فهما معاً صحيحان.