وإنما لم ير الأصمعي عذافر حجة، لأنه كان حضرياً غير فصيح، وعذافر وإن كان غير فصيح كما قال، فقد جاء مالح فيما قدمنا ذكره، وقد جاء في خبر عذافر الذي من أجله قال هذا الرجز ما فيه حجة.
حكى أبو زياد الكلابي قال: أكرى رجل من بني فقيم رجلاً من أهل البصرة وامرأة له يقال لها: شعفر [والبصري رجل من بني حنيفةن وامرأته من بني حنيفة، عربيان، وذكر خبراً طويلا] ثم قال:
فقال الفقيمي:
لو شاء ربي لم أكن كريا ... ولم أسق لشعفر المطيا
بصرية تزوجت بصريا ... يطعمها المالح والطريا
قال: فاندفع الحنفي يقول:
قد جعل الله لنا كريا ... مقبحاً ملعنا شقيا
أكريت خرقا ماجدا سريا ... ذا زوجة كان بها حفيا
يطعمها المالح والطريا ... وجيد البر لها مقليا
فقد قال الحنفي مالحاً، كما قال عذافر، وهو الفقيمي، واتفقا على ذلك.