التي يجيء مضارعها بضم العين، وتجيء مصادرها مختلفة، وكان يلزم أن يجري أهرقت في تصريفه مجرى أرمت ونحوه من الأفعال الرباعية، الصحيحة، فيقال: أهرقت أهرق إهراقاً، كما تقول: أكرمت أكرم كراما، ولم تقل العرب شيئاً من ذلك، وإنما يقولون في تصريف هرقت أهريق فيفتحون الهاء، وكذلك يفتحونها في اسم الفاعل، فيقولون مهريق، وفي اسم المفعول: مهراق، لأنها بدل من همزة لو ثبتت في تصريف الفعل لكانت مفتوحة، ألا ترى أن لو صرفت أرقت على ما ينبغي من التصريفن ولم تحذف الهمزة منه، لقلت في مضارعه يؤريق، وفي اسم فاعله: مؤريق، وفي اسم مفعوله مؤراق. وقالوا في المصدر: هراقة، كما قالوا إراقة. وذا صرفوا أهرقت قالوا في المضارع: أهريق، وفي المصدر إهراقة، وفي اسم الفاعل مهريق، وفي اسم المفعول مهراق، فأسكنوا الهاء في جميع تصريفا لكلمة، فهذا يدل على أنه فعل رباعي معتل وليس بفعل صحيح، وأن الهاء فيه بدل من همزة أرقت، أو عوض كما قلنا. قال العديل بن الفرخ:
فكنت مهريق الذي في سقائه ... لرقراق آل فوق رابية صلد
وقال ذو الرمة:
فلما دنت إهراقة الماء أنصتت ... لأعزلة عنها وفي النفس أن أثنى