للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠] مسألة:

ذكر ابن قتيبة في هذا الباب أفعالاً على زنة فعل مضمومة العين، وهي: وقح الحافر وخلق الثوب، وملح الماء، ونتن الشيء، ومرع الوادي، ورحبت الدار، وأفعالا مكسورة العين وهي: ألفت المكان، ونكرت القوم، ونعم الله بك عينا، وجدب الوادي، وخصب، ووبئت الأرض، وحطبت، وعشبت، وضبعت الناقة، ولحقته، وقويت الدار، وزكنت الأمر، وخطئت، وردفته. وفي بعض هذه الأفعال لغتان: الضم والفتح، وهو مرع الوادي ومرع، ومنها ما فيه الضم والكسر، وهو رحبت الدار ورحبت ولم يكن غرضي في ذكر هذه الأفعال الرد على ابن قتيبة، لإدخاله إياها في باب (فعل) المفتوح العين، وإنما ذكرتها لأني رأيت كثيراً من المستورين في هذه الصناعة، المنتحلين لها، يصرفونها كلها إلى الفتح. وقد وقعت إلى نسخ كثيرة من هذا الكتاب، مقروءة على قوم مشهورين، ووجدت أكثر هذه الألفاظ فيها مبشورة مصلحة، ورأيت قوماً يعتقدون أن ابن قتيبة غلط في إدخالها في باب (فعل) المفتوح العين. وهذا الذي اعترضوا به غير صحيح، لأن الأفعال الماضية كلها كيفما تصرفت صيغها، يجوز أن يعبر عنها بفعل، وإنما تراعى مقابلة الحركات بالحركات والسواكن بالسواكن في موضع آخر غير هذا، وشهرة هذا عند العارفين بصناعة التصريف تغنينا عن إطالة القول فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>