للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن في هذا الباب أشياء كثيرة، يبعد تأويلها على غير وجه البدل، كقوله:

إذا ما امرؤ ولي على بوده ... وأدبر لم يصدر بإدباره ودى

وقوله:

إذا رضيت على بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها

ولا يمكن المنكرين لهذا أن يقولوا: إن هذا من ضرورة الشعر، لأن هذا النوع قد كثر وشاع، ولم يخص الشعر دون الكلام. فإذا لم يصح إنكار المنكرين له، وكان المجيزون له لا يجيزون في كل موضع، ثبت بهذا أنه موقوف على السماع، غير جائز القياس عليه، ووجب أن يطلب له وجه من التويل، يزيل الشناعة عنه، ويعرف كيف المأخذ فيما يرد منه، ولم أر فيه للبصريين تأويلا أحسن من قول ذكره ابن جني في كتاب الخصائص. وأنا أورده في هذا الموضع، وأعضد بما يشاكله من الاحتجاج المقنع، إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>