فيجوز أن يكون على ما تأولناه في الأول، لأنه إذا كان عجيباً عنده، كان حبيباً إليه. ويجوز أن يكون (عجيب) بمعنى معجب، فيكون التقدير: وذكرك معجب لي، فتكون (إلى) في هذا الوجه بمنزلة اللام.
وأما قوله:
لعمرك إن المس من أم جابر ... إلى ونلم آته لبغيض
فليس من هذا الباب، لأن معناه: لبغيض إلى. فإلى فيه على بابها.
[١١] مسألة:
وأنشد في هذا الباب لذي الإصبع العدواني:
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتحزوني
وقال معناه: لم تفضل في الحسب علي."
(قال المفسر): من ذهب هذا المذهب الذي ذكره ابن قتيبة، وهو الذي حكاه يعقوب، فإنما جعل أفضلت من قولهم: أفضلت على الرجل، إذا أوليته فضلاً. فلذلك جعل (عن) بمعنى (علي). وجاز استعمال عن هاهنا - وإن كان الموضع لعلى - لأنه إذا أفضل عليه، فقد جاز الإفضال عنه، واستبد به دونه. وقد يجوز أن يكون أفضلت، بمعنى صرت ذا فضل، فتكون (عن) على بابها غير واقعة