موقع (على). كأنه قال: لم تنفرد بفضل عني. وأما قول قيس ابن الخطيم:
لو أنك تلقى حنظلاً فوق بيضنا ... تدحرج عن ذي سامه المتقارب
فإنه يصف شدة انضمام بعضهم إلى بعض وتدانيهم، فيقول: أو القيت حنظلاً فوق بيضنا، لتدحرج عليها، ولم يسقط إلى الأرض. وجاز ذكر (عن) هاهنا لأنه إذا تدحرج عليها، انتقل عن بعضها إلى بعض.
[١٢] مسألة:
وأنشد:
(لقحت حرب وائل عن حيال
وقال معناه: بعد حيال.
(قال المفسر): (عن) و (بعد) يتقارب معناهما ويتداخلان، فلذلك يقع كل واحد منهما موقع الآخر، لأن (عن) تكون لما عدا الشيء وتجاوزه، و (بعد) لما تبعه وعاقبه، فقولك: أطعمه عن جوع، وكساه عن عُرى، يفيد أنه فعل الإطعام بعد الجوع، والكسوة بعد العرى. وكذلك إذا قال: لقحت الناقة بعد حيال، أفاد ذلك أن اللقاح عدا وقت الحيال وتجاوزه. وعلى نحو هذا يتأول جميع ما ذكره في هذا الباب.