للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولنا: اركب على اسم الله: بمنزلة قولنا: اركب على الفرس، لأن (على) هاهنا متعلقه بنفس الفعل الظاهر، ولا موضع لها من الإعراب. وهي في قولنا: اركب على اسم الله متعلقة بمحذوف، ولها موضع من الإعراب، وهي متعلقة بالحال التي نابت منابها، والتقدير: اركب معتمداً على سام الله، وكذلك قوله:

شدوا المطي على دليل دائب

أي معتمدين على دليل دائب.

وأما ما حكاه من قولهم: عنف به، وعنف عليه، فليسا من هذا الباب، إنما عنف به: كقولك: ألصق به العنف وعنف عليه، كقولك: أوقع عليه العنف، فكل واحد من الحرفين، يمكن فيه أن يكون أصلاً على موضعه الذي وضع له.

وكذلك خرق به، وخرق عليه.

وأما قول أبي ذؤيب:

وكأنهن ربابة وكأنه ... يسر يفيض على القداح ويصدع

فليس كقولهم: اركب على اسم الله، ولا كقول الآخر:

شدوا المطى على دليل دائب

<<  <  ج: ص:  >  >>