(قال المفسر): لا وجه لهذا الذي قاله، و (على) هنا غير موضوعة موضع غيرها. وأحسب الذين زعموا أن (على) هاهنا بمعنى (مع)، إنما قالوا ذلك، لأن (على) يراد بها الإشراف على الشيء. والمآلي: ليست مشرفة على الأنواح، إنما هي خرق يمسكنها في أيديهن، وهذا غلط وسهو، لأن العرب تجعل ما أشرف على جزء من الجسم بمنزلة ما أشرف عليه كله، فيقولون: جاء وعليه خف جديد، ورأيته وعليه خاتم فضة، ويجوز أن يريد: على أيديهن المآلي، فيحذف المضاف، ويقيم المضاف إليه مقامة، ويدل على ما ذكرناه من توسعهم في هذه المعاني، قول الهذلي:
فرميت فوق ملاءة محبوكة ... وأبيت للإشهاد حزة ادعى
وإنما أراد أنه رمى بالسهام وعليه ملاءة.
[١٩] مسألة:
وأنشد في هذا الفصل أيضا للشماخ
وبردان من خال وسبعون درهماً ... على ذاك مقروظ من القد ماعز
(قال المفسر): قوله: على ذاك يريد مع ذاك. يصف قواساً ساوم بقوس، فطلب من مشتريها هذه الأشياء، وطلب منه مع ذلك جلداً مقروظاً أي مدبوغاً بالقرظ ماعزاً، وهو الشديد المحكم وسنذكر هذا في شرح الأبيات بأبلغ من هذا إن شاء الله تعالى.
والقول عندي في هذا البيت أن (على) فيه على وجهها، وإنما