أراد من المبتاع أن يزيده على ما اشترط من الثمن جلدا مقروظاً، كما تقول: أبيعك هذه السلعة بكذا وكذا درهما، وتزيدني على ذلك ثوباً.
وقال بعض أصحاب المعاني: غنما أراد منه أن يعطيه ما ذكر من الثمن مجموعاً في عيبة مقروظة. وهذا التأويل أيضاً يوجب أن تكون (على) غير مبدلة من شيء، لأن الشيء إذا جُعل في وعاء، صار الوعاء عليه، لأنه يحيط به من جهاته.
[٢٠] مسألة:
وحكى عن أبي عبيده أنه قال في قوله تعالى:(إذا اكتالوا على الناس يستوفون) أن معناه من الناس، وأنشد لصخر الغي:
متى ما تنكروها تعرفوها ... على أقطارها علق نفيث
(قال المفسر): إنما قال أبو عبيدة هذا، لأنه يقال: اكتلت من زيد الطعام، أي سألته أن يكيله على، واكتال منى طعاما، أي سألتني أن اكتاله عليه، فيستعملون (من) في البائع و (على) في المبيع منه، وجاز استعمال (على) هاهنا، لأن معنى كال عليه، عرض عليه كيله. فكان يجب أن يقال في الآية: إذا اكتالوا من الناس، لأن المراد، استدعوا منهم أن يكيلوا عليهم.