أو ثلاثة أحوال" وكل هؤلاء ذهبوا إلى أن الأحوال هاهنا الستون، جمع حول.
والوجه فيه عندي أن الأحوال هاهنا جمع حال، لا جمع حول. وإنما يريد، كيف ينعم من كان أقرب عهده بالنعيم ثلاثين شهراً وقد تعاقبت عليه ثلاثة أحوال، وهي اختلاف الرياح عليه، وملازمة الأمطار له، والقدم المغير لرسومه. فتكون (في) هاهنا هي التي تقع بمعنى واو الحال في نحو قولك: مرت عليه ثلاثة أشهر في نعيم، أي وهذه حاله.
[٢٢] مسألة:
وقال في هذا الباب: يقال: فلان عاقل في حلم، أي مع حلم، وأنشد: قول الجعدي:
(ولوح ذراعين في بركة
وقال معناه مع بركة.
(قال المفسر): إنما جاز استعمال (في) بمعنى (مع)، لتقاربهما في معنييهما، لأن الشيء، إذا كان في الشيء، فهو معه.
[٢٣] مسألة:
وأنشد لعمرو بن قميئة.
بودك ما قومي على أن تركتهم ... سليمي إذا هبت شمال وريحها
وقال: معناه: على ودك.
(قال المفسر): كذا قال يعقوب في كتاب المعاني، ومنه نقل