أكثر هذه الأبواب. وقد غلط يعقوب في معنى البيت، واتهمه ابن قتيبة على غلطه.
وليس في هذا البيت حرف أبدل من حرف، ولا (ما) فيه زائدة، على ما قال. إنما الباء هاهنا بمعنى القسم، و (ما) استفهام في موضع رفع على الابتداء، وقومي: خبره. والمعنى: بحق المودة التي بيني وبينك: أي شيء [قومي] في الكرم والجود عند هبوب الشمال. يريد زمان الشتاء، لأنهم كانوا يتحدثون بإطعام الطعام فيه، كما قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعوا الحفلى ... لاترى الآدب فينا ينتقر
ويعني بريحها، النكباء، التي تناوحها، كما قال ذو الرمة.
(إذا النكباء ناوحت الشمالا)
ويروى: بودك، بفتح الواو، فمن رواه هكذا، فمعناه بحق صنمك الذي تعبدين. ومن رواه بضم الواو، جاز أن يريد المودة، وجاز أن يريد الصنم، لأن الصنم يقال له: ود وود، قريء بهما جميعاً. ويقال في المودة أيضاً: ود، وود (بالفتح، والكسر). ولو أراد على مودتك قومي على ما توهم يعقوب وابن قتيبة، لم