إنما عدي الرجاء بالباء، لأنه بمعنى الطمع، والطمع يتعدى بالباء، كقولك: طمعت بكذا قال الشاعر:
طمعت بليلى أن تريع وإنما ... تقطع أعناق الرجال المطامع
[٦] مسألة:
وأما قوله تعالى:(وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)، فإن في هذه الآية وجوهاً من القراءات والإعراب: فمن قرأ يساقط بباء مضمومة أو بتاء مضمومة وخفف السين، وكسر القاف، فالباء على قراءته زائدة، أو للإلصاق، على ما قدمناه من رأى من يرى أن القرآن ليس فيه شيء زائد. والهز بحسب هاتين القراءتين والرأيين ليس فيه شيء زائد، وهو واقع على الجذع. وقوله (رطباً): مفعول تساقط، وفي تساقط ضمير فاعل، فمن قرأ يساقط، فذكر، كان الضمير عائداً إلى الجذع. ومن قرأ تساقط فأنث، كان الضمير عائداً إلى النخلة. وقد قيل: إنه عائد على الجذع، وأنث الجذع إذ كان مضافاً على مؤنث هو بعضه. كما قالوا ذهبت بعض أصابعه. ومن قرأ يساقط عليك، ففتح الياء، وشدد السين، وفتح القاف، وذكر الضمير. فلا يكون الضمير على قراءته إلا عائداً على الجذع. ومن فتح وشدد وأنث الضمير، كانالضمير الفاعل عائداً على النخلة، أو على الجذع، ويكون الهز في هاتين القراتين، واقعاً أيضاً على الجذع، والباء زائدة، أو للإلصاق، كما كان في القراءتين