هذا القول: أن مأق العين قد جاءت فيه لغات كثيرة، الميم في جميعها أصل. فسبيل الميم في المأقى والموقى المنقوصين ألا يكون كذلك. وليس يبعد على قول الفراء، أن تكون الميم في هذين الحرفين زائدة، وإن كانت في سائر الكلمة أصلاً، ويكون هذا من الألفاظ التي تتقارب صيغها مع اختلاف أصولها، كقولهم: عين ثرة وثرثارة في قول البصريين، وكذلك قولهم: سبط وسبطر. ومن المعتل: شاة وشياه وشوى. وقالوا في جمع مسيل الماء: مسل ومسلان، فجعلوا الميم أصلا، وهم يقولون مع ذلك سال الماء يسيل، ومثل هذا كثير.
* * *
(مُفعل ومِفعل):
ذكر في هذا الباب أنه يقال: منتن ومنتن [بكسر الميم لا يعرف غيره] ثم قال: فمن أخذه من أنتن، قال: منتن ومن أخذه من (نتن) قال: منتن".
(قال المفسر): يمكن أن يكون منتن المكسور الميم والتاء، من أنتن أيضاً، غير أنهم كسروا الميم اتباعاً لكسرة التاء، كما قالوا: المغيرة، وهي من أغار، وقد قالوا أيضاً منتن بضم الميم والتاء، جعلوا التاء تابعة لضمة الميم، وقد ذكر ابن قتيبة نحواً من هذا في باب شواذ الأبنية.