للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال نزلت بديرانية فأكلت عندها طغشيلا لحم خنزير، وشربت من خمرها، مزنت بها، وسرقت كساءها: وصدر البيت:

بضرب يزيل الهام عن سكناته

الهام: الرؤوس، جمع هامة. وأراد بالسكنات الأعنان وأصل السكنة: عش الطائر، فاستعاره للعنق من حيث كانوا يسمون الرأس هامة. والهامة: طائر، ونحو هذا من الاستعارة قول الأخطل في يربوع بن حنظلة:

تسد القاصعاء عليه حتى ... ينفق أو يموت بها هزالا

لما كان يسمى بها يربوعاً استعار له قاصعاء، وتنفيقاً: تتميماً للمعنى. ويقال نفق اليربوع إذا حرج من نافقائه. والتشهاق والشهق: ترديد النفس، والعفا: ولد الحمار، شبه صوت الطعن بشهيقه إذا أراد أن ينعق.

* * *

وأنشد في باب شواذ الأبنية:

(٣٧١)

(جاءوا بجيش لو قيس معرسه ... ما كان إلا كمعرس الدائل)

هذا البيت لكعب بن مالك الأنصاري، قال في أبي سفيان بن حرب، وكان غزا المدينة في مائتي راكب بعد وقعة بدر، فحرق بعض نخل المدينة وقتل قوماً من الأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، حتى بلغ موضعاً

<<  <  ج: ص:  >  >>