للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت لأبي الأخرز الحماني، وقبله:

مروان مروان أخو اليوم اليمي

كذا رواه سيبويه، روى غيره مروان يا مروان لليوم اليمي. قوله اليمي صفة لليوم من لفظه كما قالوا: يوم أيوم، وليل أليل، ووزنه فعل على مثال حذر وأصله اليوم فقلب اللام إلى موضع العين والعين إلى موضع اللام فصار اليمو، فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقال السيرافي: أصله.

أخو اليوم اليوم - كما قال الآخر: (إن مع اليوم أخاه غدوا)

فقدم الميم بضمتها إلى موضع الواو فصار اليمو فوقعت الواو طرفاً وقبلها ضمة فقلبت ياء وكسر ما قبلها، كما قالوا في جمع دلو أدل، فموضع اليمى على قول السيرافي رفع، موضعه على القول الأول خفض. وهذا التأويل الذي تأوله السيرافي هو الظاهر من مذهب سيبويه، وهو تأويل لا يصح إلا على روية من روى أخو اليوم اليمي، وأما من رواه مروان يا مروان لليوم اليمي فلا يكون موضع اليمي إلا خفضاً على الصفة، وكذلك لا يمتنع أن يكون موضعه خفضاً على رواية من روى أخو اليوم اليمي، فيكون معناه أن مروان أخو اليوم الشديد الذي يفرج غمه ويجلى همه، وهو أشبه بمعنى الشعر، لأن البيتين لا يلتثمان على تفسير السيرافي ومذهب سيبويه، وأنشد أبو العباس المبرد في كتاب الأرمنة:

(نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي)

وهذا يدل أيضاً على أن اليمي في موضع خفض. وكذلك قال المبرد، وإليه ذهب يعقوب ابن السكيت.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>