للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانصرف جملة من أصحابه إلى بلادهم. وأراد صرد الانصراف فشجعه السليك وأعلمه أن الماء قريب، فبقى معه ثم ندم على تخلفه عن أصحابه فبكى، فقال السليك:

بكى صرد لما رأى الحي أعرضت ... مهامه رمل دونهم وسهوب

فقلت له: لاتبك عينك. أنها ... قضية ما يقضي لنا فنؤوب

سيكفيك صرب القوم لحم معرض ... وماء قدور في القصاع مشيب

المهامه: القفار الملس التي لا نبات فيها واحدها مهمه، واشتقاقه من قولهم مهمهت بالرجل: إذا زجرته فقلت له مه مه، كأنهم أرادوا أنه قفر يخاف فيه الهلاك، فإذا تكلم فيه الرجل زجره أصحابه عن الكلام، وهذا نحو مماقاله أهل اللغة في قول الهذلي:

على أطرقا باليات الحيا ... م إلا الثمام وألا العصى

فإنهم ذكروا أن أطرقا موضع، وأنه سمي بذلك لأن ثلاثة نفر مروا به خائفين فتكلم أحدهم مع صاحبه فقال الثالث أطرقا، فغلب عليه ذلك. والسهوب: المواضع السهلةن ونؤوب: نرجع، والصرب: اللبن الحامض، واللحم المعرص بالعين والصاد غير معجمتين: المرمذ الذي لم يبالغ في إنضاجه، وكانوا يستحسنون ذلك في السفر. قال امرؤ القيس:

(إذا نحن قمنا عن شواء مضهب)

<<  <  ج: ص:  >  >>