للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عموم المكلفين والتكاليف بهذا التحقيق، لكن مما ثبت عمومه أو يضم قيدًا أو قيودًا لما ثبت له في الأول (١) بعض القيود هذا معنى تحقيق المناط".

ثم أخذ في الاستدلال عليه -وذكر أن الأصوليين تكفلوا بما سواه- وذكر أدلة كثيرة منها:

"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئل في أوقات مختلفة عن أفضل الأعمال وخير الأعمال، وعرف بذلك في بعض الأوقات من غير سؤال فأجاب بأجوبة مختلفة كل واحد منها لو حمل على اطلاقه أو عمومه لاقتضى مع غيره التضاد في التفضيل، ففي الصحيح أنه - عليه الصلاة والسلام - "سئل -أي الأعمال أفضل؟ قال الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا، قال حج مبرور" (٢) وسئل - عليه الصلاة والسلام - "أي الأعمال أفضل؟ قال الصلاة لوقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" (٣)، وفي النسائي عن أبي أمامة: "قال أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت مرني بأمر آخذه عنك، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وفي الترمذي: "أي الأعمال أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات" (٤).


(١) المثال يوضح ذلك، فمثلًا إذا حدد المجتهد وصف العدالة وعلمه، اشترطه للانتصاب للشهادات والولايات، وهذا معنى قوله: " .. في التحقيق الأول العام" أما تحقيق المناط الخاص فهو نظر آخر، وهو هل انتصاب هذا الشخص لهذه الولاية أو تلك يفسده أو يصلحه فمن الناس من يُنهى عنها كما نهي أبو ذر ومنهم من يُطلب لها ..
(٢) الحديث من رواية أبي هريرة وقال: "سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - "أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا؟ قال جهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور" صحيح البخاري بشرح فتح الباري باب فضل الحج المبرور ٣/ ٣٨١.
(٣) أخرجه مسلم من رواية عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، صحيح مسلم بشرح النووي باب الإِيمان بالله أفضل الأعمال ٢/ ٧٣.
(٤) ٥/ ٤٥٨ باب ما جاء في فضل الذكر.

<<  <   >  >>