للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَدنَاهُ أَنْ تُحِبَّ عَلَى شَيءٍ مِنَ الجَورِ، أَوْ تُبغِضَ عَلَى شَيءٍ مِنْ العَدلِ، وَهَل الدِّينُ إِلا الحُبُّ وَالبُغضُ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]» (١).

وَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّ مَحَبَّةَ مَا يَكرَهُهُ اللَّهُ وَبُغضَ مَا يُحِبُّهُ مُتَابَعَةً لِلهَوَى، وَالمُوَلاةَ عَلَى ذَلِكَ وَالمُعَادَاةَ عَلَيهِ مِنْ الشِّركِ الخَفِيِّ.

وقَالَ الحَسَنُ: اعلَم أَنَّكَ لَنْ تُحِبَّ اللَّهَ حَتَّى تُحِبَّ طَاعَتَهُ (٢).

وَسُئِلَ ذُو النُّونِ [المِصْرِيُّ]: مَتَى أُحِبُّ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ مَا يُبغِضُهُ عِنْدَكَ أَمَرَّ مِنْ الصَّبِر (٣).

وَقَالَ بِشرُ بنُ السَّرِيِّ: لَيسَ مِنْ أَعلامِ الحُبِّ أَنْ تُحِبَّ مَا يُبغِضُهُ حَبِيبُكَ (٤).

وَقَالَ أَبُو يَعقُوبَ النَّهرَجُورِي: كُلُّ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ وَلَم يُوَافِق اللَّهَ في أَمرِهِ فَدَعوَاهُ بَاطِلٌ (٥).

وَقَالَ يَحيَى بنُ مُعَاذٍ: لَيسَ بِصَادِقٍ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ، وَلَم يَحفَظ حُدُودَهُ (٦).


(١) أخرجه البزار في «مسنده» -كما في «كشف الأستار» رقم (٣٥٦٦) -، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢/ ٦٣٢)، والعقيلي في «الضعفاء» رقم (٣٥٣٨)، والحاكم في «المستدرك» (٢/ ٢٩١) وغيرُهم، وهو «حديثٌ منكرٌ» كما قاله أبو زرعة والعُقَيلي، وقال الدارقطني: «ليس بثابت».
(٢) لم أجده، وقد ذكره المولِّف في كتابه الآخر «جامع العلوم والحِكَم» (١/ ٢١٢).
(٣) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٩/ ٣٦٣ و ٣٩٢).
و «الصَّبِرُ» -ك «كَتِف» -: عُصَارَةُ شَجَرٍ مُرٍّ. [«القاموس المحيط» (مادة: صَبَرَ)].
(٤) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٨/ ٣٠٠)، وأخرجه أيضاً في (٨/ ٢٤) من قول إبراهيمَ بنِ أدهم .
(٥) لم أجده، وقد ذكره المولِّف في «جامع العلوم والحِكَم» (١/ ٢١٣) و (٢/ ٣٩٧).
(٦) ذكره القُشَيري في «الرسالة القُشَيرِيَّة» (ص ٥٢٣).

<<  <   >  >>