للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأشار المؤلِّف إلى نوعٍ من سلامة القلب، وهو السلامة من فتن الشهوات وفتن الشبهات، وقد يقال: إنَّ كلامَه شاملٌ، لكن لعل مما يوضح المقام ما ذكره العلامة ابن القيم ﵀ في مواضع من كتبه، ولا سيما في كتابه «إغاثة اللَّهفان»، فإنه عُنِيَ بالكلام على أقسام القلوب، فينبغي أن يراجع وتراجع تلك الأبواب.

ومما جاء في كلام المؤلف ﵀: أنَّ القلب السليم هو السالم من فتن الشهوات وفتن الشبهات؛ فتن الشهوات التي تعارض أمر اللَّه ونهيه، وفتن الشبهات التي تعارض خبر اللَّه.

ففتن الشهوات تحمل على المعصية والمخالفة؛ بترك المأمور وفعل المحظور.

وفتن الشبهات تُضْعِفُ اليقين، أو تورث الشك فيما أخبر اللَّه به ورسوله.

ف «القلب السليم» لا بد أن يسلم اعتقاده من عوارض الشبهات، وتسلم إرادته من عوارض الشهوات.

فالقلوب أقسام، فمنها:

- القلب السليم، وهو قلب المؤمن كامل الإيمان.

- والقلب الميِّت الذي لا حِسَّ فيه ولا إرادة، وهو قلب الكافر.

- والقلب المريض، وهو قلب المُخَلِّط الذي فيه مادَّتَان؛ مادَّةُ حياةٍ ومادَّة موتٍ، وهو لما غلب عليه منهما.

<<  <   >  >>