للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ لَهَا هَل بَقِيَ بَابٌ لَم تُغلِقِيهِ? قَالَت: نَعَم، البَابُ الَّذِي بَينَنَا وَبَينَ اللَّهِ, [فتركها] ولَم يَتَعَرَّض لَهَا.

رَأَى بَعضُ العَارِفِينَ (١) رَجُلاً يُكَلِّمُ امرَأَةً، فَقَالَ: إِنَّ الله يَرَاكُمَا، سَتَرنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمَا!.

[الشرحُ]

هذه العبارات والقَصص التي ذكره المؤلِّف هنا كلُّها تؤكِّدُ ما سبق من أنَّ العبدَ معرَّضٌ للذنوبِ وإن كان عبداً صالحاً، فهو معرَّضٌ للغفلة، ومعرَّضٌ للوقوع في الزلَّة والهفوة، لكن عليه أن يراقب ربَّه وأن يستحضر اطلاع الله عليه، فيتذكر أنَّ الله يسمَعُه ويراه ويعلم سِرَّه وعلانيَتَه.

ولهذا كثيراً ما يُذَكِّرُ الله عباده بهذه الأسماء الثلاثة: «السميع»، و «البصير»، و «العليم»، حتى يستحضر العباد ما تقتضيه هذه الأسماء من المعاني العظيمة، فإنَّ الإيمانَ بها شيءٌ والتأثُّر بها شيءٌ آخَر، فتجد بعض الناس يؤمن باسمه سبحانه «السميع» وأن الله يسمع جميع الأصوات ومع ذلك تجده يطلق لسانَه في اللَّغْو وفي الإثم وفي الحرام وفي قول الزور ولا يتورَّع عن ذلك، وقل مثل ذلك في اسمه «البصير» واسمه «العليم».

فاسمه «السميع» يقتضي أنه سامع لجميع الأصوات، سامع لأقوالنا وكلماتنا، السر منها والعلانية.

واسمه «البصير» يقتضي أنَّه يرانا ويرى أفعالنا {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} [التوبة:١٠٥]، فالله يرى أعمال العباد كما قال تعالى: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} [الشعراء:٢١٧ - ٢١٩]،


(١) هو: محمَّدُ بنُ المنْكَدِر -رحمه الله-، أسنده عنه ابن أبي الدنيا في «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (رقم ٤٣).

<<  <   >  >>