للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهِيَ تَمحُو الذُّنُوبَ وَالخَطَايَا (١)، وَفي «سُنَنِ ابنِ مَاجَه» (٢) عَنْ أَمْ هَانِئ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لا تَترُكُ ذَنباً، وَلا يَسبِقُهَا عَمَلٌ».

رُئِيَ بَعضُ السَّلَفِ بَعدَ مَوتِهِ فِي المَنَامِ، فَسُئِلَ عَنْ حَالِهِ، فَقَالَ: مَا أَبقَت لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَيئاً.

وَهِيَ تُجَدِّدُ مَا دَرَسَ مِنَ الإِيمَانِ فِي القَلبِ، وَفي «المُسنَدِ»: أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لأَصحَابِهِ: «جَدِّدُوا إِيمَانَكُم»، قَالُوا: كَيفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟، قَالَ: «قُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» (٣).

قوله: (وَهِيَ نَجَاةٌ مِنْ النَّارِ) وهذا حقٌّ، فإنَّ كلمة التوحيد هي التي بها النَّجاة من النار، وشواهد هذا في السُّنَّة كثيرة، ومنها ما استدل به


(١) قال المؤلِّف في «جامع العلوم والحكم» (١/ ٤١٧): «مَنْ تحقَّق بكلمة التوحيد قَلبُه، أَخْرَجَتْ منه كلَّ ما سوى اللَّه محبةً وتعظيماً وإجلالاً ومهابةً وخشيةً ورجاءً وتوكُّلاً، وحينئذ تُحْرَقُ ذنوبُه وخطاياه كلُّها، ولو كانت مِثلَ زَبَدِ البَحر، وربَّمَا قَلَبَتْهَا حسناتٍ، كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات، فإنَّ هذا التوحيدَ هو الإكسيرُ الأعظمُ، فلو وضع ذرَّة منه على جبالِ الذنوب والخطايا لقلبها حسناتٍ، كما في «المسند» وغيره عن أم هانئ عن النَّبيِّ قال: «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لا تَتْرُكُ ذَنْباً، وَلا يَسْبِقُهَا عَمَلٌ»».
(٢) رقم (٣٧٩٧)، وضعَّفه البوصيريُّ في «مصباح الزجاجة»، وهو كما قال.
(٣) أخرجه أحمد في «المسند» رقم (٨٧١٠)، والبزار في «مسنده» رقم (٩٥٦٩)، وصحَّحه الحاكم في «المستدرك» (٤/ ٢٥٦)، وتعقَّبه الذهبيُّ في «تلخيص المستدرك» فضعَّفَه.

<<  <   >  >>