وجاءت أيضاً بأساليب أخرى من أساليب الحصر؛ كتقديم المعمول على العامل كما في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، فقوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾؛ معناه: لا نعبد غيرك، ولا نعبد إلا إِيَّاك، فهو بمعنى «لا إله إلا اللَّه»، ف ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ تساوي «لا إله إلا أنت».
ولهذه الكلمة العظيمة أسماء عديدة:
١ - فهي: كلمةُ التوحيد.
٢ - وهي أيضاً: كلمةُ التقوى؛ التي جاء ذكرها في سورة الفتح في قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾ [الفتح: ٢٦] ف «كلمة التقوى» -كما ذكر المؤلِّف ونَقَلَ في تفسيرها عن عمَرَ ﵁ وغيره- هي:«لا إله إلا اللَّه»؛ لأنَّ مَنْ قالها صِدْقاً من قلبِه أوجبَ له ذلك تقوى اللَّه؛ لأنها تتضمن الإيمان باللَّه والكفر بالطاغوت، والإيمان به ربّاً وإلهاً، فمن آمن بهذه الكلمة إيماناً صادقاً فإنها توجب له تقوى اللَّه ﷿، توجب له أن يعبد ربَّه، أن يطيع ربَّه، وأن يمتثل أوامره.
٣ - وهي أيضاً: كلمة الإخلاص؛ لأنَّ من أقرَّ بها ظاهراً وباطناً أخْلَصَ للَّه عمَلَه، فهي تُثْمِرُ الإخلاصَ؛ إخلاص الدِّين للَّه، وإخلاص العبادة للَّه.
٤ - وهي أيضاً: شهادة الحق؛ لأنها الشهادة التي شَهِدَ اللَّه بها لنفسه وشهدت بها ملائكته وأولو العلم، كما قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم (١٨)﴾ [آل عمران].