للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ لِمَن سَأَلَهُ: أَلَيسَ «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» مِفتَاحُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِن مَا مِن مِفتَاحٍ إِلاَّ وَلَهُ أَسنَانٌ، فَإِن جِئتَ بِمِفتَاحٍ لَهُ أَسنَانٌ فَتَحَ لَكَ، وَإِلاَّ لَم يَفتَح لَكَ (١).

وَهَذَا الحَدِيثُ:» إِنَّ مِفتَاحَ الجَنَّةِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ «خَرَّجَهُ الإِمَامُ أَحمَدُ (٢) بِإِسنَادٍ مُنقَطِعٍ عن مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:» إِذَا سَأَلَكَ أَهلُ اليَمَنِ عَن مِفتَاحِ الجَنَّةِ؟ فَقُل: شَهَادَةُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ «(٣).

[الشرحُ]

في هذا المقطع ذكر المؤلِّفُ -رحمه الله- القولَ الثاني في الجواب عن أحاديث تحريم من قال: «لا إله إلا الله» على النار، أو تحريم النار عليه، أو نفي العذاب عنه = وهو أنَّ المراد من هذه الأحاديث أنَّ التوحيد سَبَبٌ مقتضٍ لدخول الجنَّة والنَّجاة من النَّار، وكلُّ سببٍ شرعيٍّ أو كونيٍّ فإنَّه يَتَوقَّف تأثيرُه وحصولُ مقتضاه على وجود الشروط وانتفاء الموانع، فمتى فُقِدَ الشَّرطُ أو وُجِدَ المانِعُ لم يعمل السببُ عَمَلَه، ولم يتحقق مقتضاه.

ثم ذكر المؤلِّف -رحمه الله- أنَّ هذا القول هو الأظهر، ونَسَبَه للحسن البصري، ووهب بن منبه رحمهما الله، ونِسْبِتُه هذا القولَ إليهما لا لاختصاصهما بهذا المعنى، لكن لوجود تلك الآثار عنهما.

فالحسن -رحمه الله- يُبَيِّنُ أنَّه لا يكفي مجرد النطق بـ «لا إله إلا الله»، بل لا بد


(١) علَّقه البخاري في «صحيحه» [كتاب الجنائز - باب مَن كان آخر كلامه «لا إله إلا الله»]، ووصله إسحاق بن راهويه في «مسنده» -كما في «المطالب العالية» (رقم ٢٨٩٣) -، وإسناده حسنٌ كما قال ابن حجر.
(٢) «المسند» (رقم ٢٢١٠٢)، وأخرجه أيضاً البزار في «مسنده» (رقم ٢٦٦٠)، وضَعَّفه ابنُ حجر في "تغليق التعليق" (٢/ ٤٥٤).
(٣) أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (رقم ١٩٢) وإسناده ضعيفٌ.

<<  <   >  >>