للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قال ابنُ رجبٍ رحمه الله]

وقَالَت طَائِفَةٌ من العُلَمَاءِ: المَرَادُ مِن هَذِهِ الأَحَادِيثِ: أَنَّ «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» سَبَبٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِن النَّارِ وَمُقتَضٍ لِذَلِكَ، وَلَكِنَّ المُقتَضِي لا يَعمَلُ عَمَلَهُ إِلاَّ بِاستِجمَاعِ شُرُوطِهِ وَانتِفَاءِ مَوَانِعِهِ، فَقَد يَتَخَلَّفُ عَنهُ مُقتَضَاهُ لِفَوَاتِ شَرطٍ مِن شُرُوطِهِ، أَو لِوُجُود مَانِعٍ؛ وَهَذَا قَولُ الحَسَنِ وَوَهبِ بنِ مُنَبِّهٍ, وَهُوَ الأَظهَرُ.

وَقَالَ الحَسَنُ لِلفَرَزدَقِ -وَهُوَ يَدفِنُ امرَأَتَهُ-: مَا أَعدَدتَ لِهَذَا اليَومِ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُنذُ سَبعِينَ (١) سَنَةً. قَالَ الحَسَنُ: نَعَم (٢)، إِنَّ لِـ «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» شُرُوطاً فَإِيَّاكَ وَقَذفَ المُحصَنَةِ (٣).

[وَرُوِيَ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ لِلفَرَزدَقِ: هَذَا العَمُودُ، فَأَينَ الطُّنُبُ؟ (٤)] (٥).

وَقِيلَ لِلحَسَنِ: إِنَّ نَاسَاً يَقُولُونَ: مَن قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ؟ فَقَالَ: مَن قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَأَدَّى حَقَّهَا وَفَرْضَهَا دَخَلَ الجَنَّةَ (٦).


(١) في جميع مصادر القصة: «ثمانين».
(٢) في نسخة (ب): [نِعْمَ العُدَّة، لَكِن إنَّ لـ «لا إله إلا الله» ...].
(٣) رواها البلاذري في «أنساب الأشراف» (١٢/ ٧٧)، والشريف المرتضى في «أماليه» (١/ ٦٥).
(٤) «أمالي المرتضى» الموضع السابق.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقطٌ في نسخة (ب).
(٦) أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في «الحُجَّة في بيان المحجَّة» (٢/ ١٥٨).

<<  <   >  >>