للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال ابنُ رجبٍ :

وَمِنْ فَضَائِلِهَا: أَنَّهَا أَمَانٌ مِنْ وَحشَةِ القَبرِ وَهَولِ الحَشرِ، كَمَا في «المُسنَدِ» (١) وَغَيرِهِ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: «لَيسَ عَلَى أَهلِ «لا إِلَهَ إلا اللَّهُ» وَحشَةٌ فِي قُبُورِهِم وَلا نَشُورِهِم، وَكَأَنِّي بِأَهلِ «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» قَدْ قَامُوا يَنفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رؤوسهم، وَيَقُولُونَ: الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذهَبُ عَنَّا الحَزَنَ» (٢).

وَفِي حَدِيثٍ مُرسَلٍ: «مَنْ قَالَ: «لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ» كُلَّ يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ أَمَاناً مِنَ الفَقرِ، وَأُنْساً مِنْ وَحشَةً القَبرِ، وَاستَجْلَبَ بِهِ الغِنَى، وَاستَقْرَعَ بِهِ بَابَ الجَنَّةِ» (٣).


(١) هذا وهمٌ من الحافظ ابن رجب، فليس الحديث في «مسند أحمد»، ولم يذكره ابن حجر في «أطراف المسند» ولا في «إتحاف المهرة بأطراف العشرة»، وذكره البوصيري في «إتحاف الخِيَرَة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» رقم (٦١١٨) ولم يعزه ل «مسند أحمد»، وهذا مما يؤكد عدم وجوده فيه.
(٢) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» -كما في «المطالب العالية» رقم (٢٨٦٥) -، وابن أبي الدنيا في «الأهوال» رقم (٢١٤)، وفي «القبور» رقم (٦٩)، والطبراني في «الأوسط» رقم (٩٤٧٨)، وإسناده ضعيفٌ جدّاً.
(٣) أخرجه ابن المقرئ في «غرائب مالك» -كما في «منتخبه» رقم (١٧) -، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٢٨٠)، وغيرهم من طريق مالكٍ، عن جعفر بن محمد [هو: المعروف ب «الصادق»]، عن أبيه [هو: محمَّد بنُ علي]، عن جدِّه [هو: علي بن الحسين]، عن النبيِّ مرسلاً.
قلت: وقد رُوي عن مالكٍ من وجهٍ آخر موصولٍ، ولا يصح، قال ابن حجر في «رفع الإصر» (ص ٣٠٥): «قد رُوِيَ عن مالكٍ من وجوهٍ عِدَّة لا يثبت شيءٌ منها»، وقال الدارقطني في «غرائب مالك»: «هذا الحديث لا يصح، وكلُّ مَنْ رواه عن
مالكٍ ضعيفٌ»، وقال ابن عبد البر: «هذا حديثٌ غريبٌ من حديث مالكٍ لا يصح عنه، … ، ولا يرويه عن مالكٍ مَنْ يوثق به، ولا هو معروفٌ من حديثه».

<<  <   >  >>