والجملة خبر الأول، فأخبروا ب (بانوها) عن (الذُّرى) وإنما هو في المعنى للقوم، لأنهم البانون، والذرى مبنية، ولم يقل: بانيها هم، لأنه قد أمِنَ الإلباس وفي الشرح: أنه لو أبرز لقال: بانوها هم، وهذا سهوٌ، لأن إفراد الوصف حين الإبراز واجب إلا في لغة: أكلوني البراغيث.
والجواب: إنا نمنع كون (ذرى) مبتدأ، بل مفعول لوصف حذف على /٨٣/ شريطة التفسير، وذلك الوصف هو الخبر، وهو جارٍ على من هو له، والوصف المذكور بدلٌ منه، ونظيره قولك: زيد الخبز أكلَهُ، إن نصبت الخبز استتر الضمير، وإن رفعته أبرزت، و (الذُّرَى) بالضم جمع ذُروة بالضم أيضًا، كمُدية ومُدى، وذُروة الشيء أعلاه، ومن قال: ذِروة بالكسر فقياسه ذِرى بالكسر، مثل مِرية ومِرى، ومن قال: ذروة بالفتح فقياسهِ ذراء، كَركوة وركاء، وظَبية وظِباء، وشذّ قَرية وقُرى.
و (كَنُهْ) الشيء نهايتُه، يقال: أعرفه كنه المعرفة، ولا فعل من هذه المادة، وقولهم: لا يكتنه كنه كذا، مولدٌ وصاحب الكشاف يستعمله.
ويروي: بصدق ذلك، وهو أظهر. وعدنان: ابن أدّ أبو معدّ، أطلق على القبيلة المتشعبة منه، ولهذا أنت فعله في قوله:[البسيط].
(وكم أبٍ قد علا بابْنٍ ذُرَى حَسَبٍ ... كما عَلَتْ برسولِ اللهِ عدنانُ)