وهو غريب، ويأتي الخلاف في نظائر ذلك، نحو قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لَاّ تَجْزِي نَفْسٌ ... الآية]، و {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}.
ولا يجوز نصب اليومين الأولين لعدم الناصب، ولا يحسن نصب الأخيرين. وروى ابن الأعرابي نصبهما، وهو ضعيفٌ، لأن الكلام الأول في تقسيم الأيام لا في تقسيم الأحوال والأفعال، وإن كان كل من المعنيين لازمًا عن الآخر، ولكن انتظام الكلام مطلوب، وروى ابن الأعرابي نصبهما، وهو ضعيف.
وقبله:[المتقارب].
(سلام الآله وريحانُهُ ... ورحمتُه وسماءٌ دِرَرْ)
(غمامٌ يُنَزِلُ رزقَ العبادِ ... فأحيا البلاد وطاب الشّجَرْ)
(أرى الناس قد أحدثوا شيمةً ... وفي كُلِّ حادثةٍ يُؤْتَمَرْ)
(يُهينُون مَنْ حَقَروا شَيْئَه ... وإن كانَ فيهم يفيء أو يُبَدر)
(ويعجُبَهم مَنْ رأوا عِنْدَهْ ... سَوَامًا وإنْ كان فيه الغَمَرْ)
(ألا يا لذا الناس لو يَعْملونَ ... للخَيْرِ خَيْرٌ وللشرِ شرّث)
(دِرَرَ) جمع درة، مثل عِدّة وعِدَد، أي تَدُرُّ بالمطردِرَّة بعد أخرى، و (رَيْحانُه) رزقه، و (غَمامٌ) بدل من (سماءٌ) و (شيمة) خُلُقًا. يقول: صاروا يأتمرون في كل حقٍ، كصلة الرحم، وقِرى الضيف بالتركِ له لا يُمضونَه على ما كان يكون، فمِما أحدثوا إهانة من قلَّ ماله وإنْ كان بَرًا