فقال: ويحك لم تجعلني منهم، ثم أمر به فضرب بالسياط. وامتدح أبو وجزة آل الزبير فكتبوا له بستين وسقا من تمر، وقالوا: هي لك في كل سنة، فانصرفا، فقال أبو زيد يهجوه، ويصفه بأنه لم يزل في ضر وبؤس حتى أنقذه ذو رحمه يعني هشاما فجعله ملكا بعد أن كان سوقة، وأنه كلما تذكر ما كان فيه تشدد وبخل:
(مدحت عروقا للندى مصت الثوى ... حديثا فلم تهمم بأن تتزعزعا)
(نقائذ بؤس ذاقت الفقر والغنى ... وحلبت الأيام والدهر أضرعا)
(سقاها ....... البيت)
(بفضل سجال لو سقوا من مشى بها ... على الأرض أرواهم جميعا وأشبعا)
(فضمت بأيديها على فضل مائها ... من الري لما أوشكت أن تضلعا)
(وزهدها أن تفعل الخير في الغتى ... مقاساتها من قبله الفقر جوعا)
قوله (للندى) اللام للتعليل، وتعلقها ب (مدحت)، ولكنه فصل للضرورة بها وبمجرورها، بين (عروقا) وصفتها. و (التزعزع) التحرك، والمراد به هنا التحرك لفعل الخير، قال متمم:(الطويل).
تراه كنصل السيف يهتز للندى ... إذا لم تجد عند امريء السوء مطعما
و (نقائذ) جمع نقيذه، أي أنقذت مما كانت فيه من البؤس، ويقال: