الأعرافي: لرجل من بني عبد مناف قبل الإسلام بخمس مئة سنة, وروى: وجدكم بدل لعمركم.
و (الصَّغار) كالهَوان وزناً ومعنىً. خاطب بهذا البيت أمَّهُ, وأهْلَهُ كانوا يؤثرون عليه أخاه جُنْدُباً, وقبلَهُ:
(أضمرُ أخبرْني ولستَ بكاذبٍ ... وأخوك نافعُكَ الذي لا يكْذبُ)
(أمِنَ السويَّةِ أنْ إذا استغنيْتُم ... وسعدتُّم فأنا البعيدُ الأخيبُ)
(وإذا الشدائدُ بالشدائدِ مرةً ... أشجَتْكُم فأنا الحبيبُ الأقربُ)
(ولجُنْدَّبٍ سَهْلُ البلادِ وغَدْبُها ... ولي المِلاحُ وحَزْنُهن المُجْدِبُ)
(وإذا تكونُ كريهةً أدْعَى لها ... وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعىً جُنْدُبُ)
وبعده: /٢٢٦/.
(عجبٌ لتِلْكَ قَضيّةٌ وإقامتي ... فيكم على تلكَ القضية أعْجَبُ)
يقول: إذا كانت شدة دعوني لعلمهم أنَّي أغْنَي عنهم, وإذا كان رخاءٌ دعوا جُنْدُباً, وهذا عين الهوان, فإن رضيت به فليس لي أمُّ ولا أبٌ معروفان. بل أنا حينئذ لقيطٌ.
وفيه الاعتراض بين المبتدأ والخبر بالقسم, وبين المتعاطفين بالشرط, وزيادة الباء في كلمة العين المؤكدة بها, كما يقال: جاءَ زيدٌ بعينهِ.
وقيل: إنَّ (بعينه) في البيت في موضع الحال, أي هذا الصَّغارُ حقاً.