أي: الانكفاف عن القبيح. و (لمن) خبر. و (أذنت) عطف على (ولَّت) فلا موضع له. ومعناه: أنذرت. وجملة (بعده هرم) صفة لشيب.
وأما البيت الثالث فأمْ فيه متصلةً معادلةً للهمزة, عاطفة اسمية مثبته على مثلها منفية.
والمعنى: ليت شعري إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت, أينبغي الصبرُ عن هذه المرأة أم يثبت لها. وكنَّى عن الموت بما ذكر تسليةً لها.
وأما البيت الرابع فقوله:(الا) كلمة واحدة للتمني, كما قدمنا, و (عمر) اسمها, و (ولَّى) صفته, و (مستطاع رجوعه) اسمية قدم خبرها, والاسمية كالفعلية في الوصفية, وموضوعهما النصب. فإن قلت: أما يجوز أن يكونَ محلهُما الرفعُ. أو كون الاسمية خبراً, أو كون (مستطاع) صفة على الموضع, أو خبراً, و (رجوعه) مرفوع به على الوجهين.
قلتُ: أمَّا عند سيبوية فلا, لأنَّه لا يُجيزَ مراعاةَ محلِ اسمِها اجراءً /٢٣٦ (٢٠٦) / لها مجرى ليت, وليس لها عنده خبر لا لفظاً ولا تقديراً, وأن نحو: الا. ما, كلام تام محمول على معناه, وهو: أتتمنى ما, وعلى هذا فهو كلام مركب من اسم وحرف كما في: يا زيد, عند أبي علي. وأما عند المازني والمبرّد فيجوز, لأنَّهما يجريانهما مجرى (الا) التي للإنكار والتوبيخ سواء.