بعد ذلك, وعبّر عن الغد بعبارة بعيدة, وهي قوله: دون بعد غد, أي في اليوم الذي هو قيل بعد غد /٢٧٢ (٢٤٥) /, وذلك اليوم هو الغد.
ويروى: بعدَ, بالنصب والخفض, فمن نصبه فالتقدير: فدون ما بعد غد, فما موصولة و (صلتها) , ومن جرَّةُ فبإضافة دون.
وأما البيت الرابع فهو للمكيت بن زيد, شاعر مقدم عالم بلغات العرب, خبير بأيامها, فصيح من شعراء مضر, إسلامي, أدرك الدولة الأموية دون العباسية, وكنيته أبو المستهل, وكان أصلخ, بالخاء المعجمة, أي أصم.
والأصمعي لا يحتجُّ به.
والبيت من كلمة يمدح فيها مضر على أهل اليمن.
والمعنى: أتظنّ قريشاً جاهلين أم متجاهلين حين استعملوا أهل اليمن على أعمالهم, وآثروهم على المضربين مع فضلهم عليهم.
والمتجاهل: المظهر للجهل ولا جهلَ عنده. والبيت شاهد على أن الفصل بالمفعول بين الاستفهام والقول لا يمنع إجراءه مجرى الظنَّ, وذلك لأن (بني) مفعول أول, و (جهالا) مفعول ثانٍ, و (أمْ) معادلة للهمزة, كأنه قال:
أجُهّالاً تظنّ بني لؤي؟ واعترض بالقسم بين المعطوف والمعطوف عليه.