والبيت الأول لزيد الخيل بن مهلهل الطائي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد طيء، فأسلم وسماه عليه السلام زيد الخير، وقال له: ما وصف لي أحد في الجاهلية إلا ورأيته دون ما وصف غيرك، ويروى ليسك، وقبله:
(تمنى مَزْيَدٌ زيدًا فلاقَى ... أخا ثقة إذا اختلفَ العوالي)
ومزيد رجل من بني أسد، كان يتمنى لقاء زيد، فلما لقيه طعنه زيد فهرب، وكذلك جابر، وعدل عن أن يقول تمناني حكاية لما كان المتمني بقوله، ولأن زيدًا اشتهر بالشجاعة، فكأنه قال: تمنى الشجاع المشهور، ولحُسْن اللفظ بتجانس مزيد وزيد.
و (العوالي) الرماح، والكاف ومجرورها نعت مصدر، و (المُنية) بضم الميم التمني، كالغرفة والأكلة.
و (جابر) مرفوع المحل، و (إذ) ظرف للمنية، والواو للجمع، والفعل نصب بأن مضمرة في جواب التمني.
ويروى أيضًا بالرفع خبرًا لأنا محذوفًا، والواو حينئذ واو الحال ولا يكون الرفع بالعطف على (أصادف)، لئلا يصير الفعل متمنى، ويروى (أتلف)