فيكون الشاعر هو الضيف، والصواب العكس، بدليل أن قبله:
(فناولتهُ من رسل كوماء جَلْدَةِ ... وأغضيْتُ عنه الطرفَ حتى تَضَلَّعا)
وشاهد (قطني) قوله: [الرجز]
(امتلأ الحوض وقال قطني ... مهلاً رويدًا قد ملأت بطني)
فيه شواهد، أحدها: إطلاق القول على ما شهد به لسان الحال، فإن الحوض لما امتلأ فلم يبق فيه سعة كان قائلاً بلسان الحال: حسبي، ونظيره قولهم:
(قال الجدار للوتد لم تشقني ... فقال: سل من يدقني)
وقولهم: قالت النخلة للنخلة أبعدي ظلك عن ظلي، أحمل حملك وحملي. وللقول خمسة معان، أحدها: اللفظ الدال على معنى مفيدًا كان أو غيرمفيد. والثاني: ما في النفس، بدليل {وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ}.
والثالث: الحركة والإمالة، يقولون: قال برأسه كذا فنطحه، وقالت النخلة كذا فمالت. والرابع: ما يشهد به لسان الحال كهذا البيت، وهو أحد