للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَكْضًا إلى اللهِ بِغَيْرِ زَادِ ... إِلَّا التُّقَى وَعَمَلِ المَعَادِ

والصَّبْرِ في اللهِ عَلى الجِهادِ ... وكُلُّ زَادٍ عُرْضَةُ النَّفادِ

غَيْرَ التُّقَى والبِرِّ والرَّشَادِ (١)

هناك فرقٌ بين سلوك مَنْ هذا حاله، وبين سلوك آخر لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب، "فالمصدِّق بيوم الدين يعمل وهو ناظرٌ لميزان السَّماء لا لميزان الأرض، ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا" (٢)، له سلوك فريدٌ في الحياة، نرى فيه الاستقامة، وسعة التصور، وقوة الإِيمان، والثبات في الشدائد، والصبر على المصائب؛ ابتغاء للأجر والثواب، فهو يعلم أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.

روى الإمام مسلم عن صهيب رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "عجبًا لأمر المؤمّن! إن أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إِلَّا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء؛ شكَرَ؛ فكان خيرًا له، وان أصابتهُ ضرَّاء؛ صَبَرَ؛ فكان خيرًا له" (٣).


= حييت حتّى آكل تمراتي هذه؛ إنها لحياة طويلة. ثمّ رمى بها وقاتل حتّى قُتِل.
انظر: "صحيح مسلم"، كتاب الأمارة، باب ثبوت الجنَّة للشهيد، (١٣/ ٤٥ - ٤٦ - مع شرح النووي)، و "تجريد أسماء الصّحابة" (١/ ٤٢٢) للإِمام الذهبي، ط. دار المعرفة- بيروت، و"فقه السيرة" (ص ٢٤٣ - ٢٤٤)، للشيخ محمّد الغزالي، تحقيق الشّيخ محمّد ناصر الدين الألباني، مطبعة حسان، الناشر دار الكتب الحديثة، الطبعة السابعة، (١٩٧٦ م).
(١) "فقه السيرة" (ص ٢٤٤) للغزالي.
(٢) "اليوم الآخر في ظلال القرآن" (ص ٢٠).
(٣) "صحيح مسلم"، كتاب الزهد، باب في أحاديث متفرقة، (١٨/ ١٢٥ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>