للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفتك بالناس في أجسامهم وزروعهم ودوابِّهم (١)، والدَّابَّة الّتي هي من أشراط السّاعة لم تظهر بعد.

ب - أن الجرائم غالبًا لا ترى بالعين المجرَّدة، وأمّا الدَّابَّة؛ فلم يقل أحدٌ: إنها لا تُرى، بل إن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - ذكر من أحوالها ما يدلُّ على رؤية النَّاس لها، فذكر أن معها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السّلام ... إلى غير ذلك ممّا سبق ذكره.

ج - أن هذه الدَّابَّة تَسِم النَّاس على وجوههم بالكفر والإِيمان، فتجلو وجه المؤمّن، وتخطم أنف الكافر، وأمّا الجراثيم؛ فلا تفعل شيئًا من ذلك.

د - الّذي يظهر أن الّذي دفعه لهذا القول هو ما ذُكِرَ في صفة الدَّابَّة من الأقوال الكثيرة المختلفة (٢)، ولكن قدرة الله أعظم، وما صحَّ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يجب التسليم به.

وكذلك؛ فأي مانع من حمل اللّفظ على المعنى المتبادر، ولا نلجأ


(١) انظر: "إتحاف الجماعة" (٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧).
(٢) ذكر بعض المفسرين آثارًا كثيرة في صفة هذه الدابة، وذُكرت هذه الآثار أيضًا في بعض كتب أشراط السّاعة، ولم أطلع بعد البحث على تصحيح أحد من العلماء لهذه الآثار، فالله أعلم بحالها.
وهذه بعض الكتب الّتي تعرضت لذلك: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، و"التذكرة" (ص ٦٩٩)، و"تفسير ابن كثير" (٦/ ٢٢٠ - ٢٢٣)، و"النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٦٢ - ٢٦٣)، و"تفسير الشوكاني" (٤/ ١٥١ - ١٥٣)، و"لوامع الأنوار" (٢/ ١٤٦ - ١٤٧)، و"الإشاعة" (ص ١٧٤ - ١٧٥)، و"تحفة الأحوذي" (٦/ ٤١٣ - ٤١٤).

<<  <   >  >>