للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يمكث في قبره ألف سنة؟

قال: "وأنا أُجيب بأنّه باطل، لا أصل له".

وذكر أنّه ألَّف في ذلك مؤلَّفًا سمَّاه "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف"؛ قال فيه:

أوَّلًا: الّذي دلَّت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد عن ألف سنة، ولا تبلغ الزيادة عليها خمس مئة سنة؛ لأنّه ورد من طرق أن مدَّة الدُّنيا سبعة آلاف سنة، وأن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بُعِثَ في أواخر الألف السّادسة (١).

ثمّ ذكر حساباتٍ خَلَص منها إلى أنّه لا يمكن أن تكون المدة ألفًا وخمس مئة أصلًا، ثمّ ذكر الأحاديث والآثار الّتي اعتمد عليها في ذلك:

ومنها ما رواه الطبراني في "الكبير" عن الضَّحَّاك بن زمل الجهني؛ قال: رأيتُ رؤيا، فقصصتُها على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث، وفيه: إذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات، وأنت في أعلاها درجة. فقال - صلّى الله عليه وسلم -: "أمّا المنبر الّذي رأيتَ فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة. فالدنيا سبعة آلاف سنة، وأنا في آخرها ألفًا" (٢).

وذكر أنّه أخرجه البيهقي في "الدلائل"، وأن السُّهيلي ذكر أن الحديث ضعيف (٣) الإِسناد، ولكنه رُوِيَ موقوفًا على ابن عبّاس رضي الله


(١) " الحاوي للفتاوي" (٢/ ٨٦)، للسيوطي، ط. الثّانية (١٣٩٥ هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٢) "الحاوي للفتاوي" (٢/ ٨٨).
(٣) حديث: "الدنيا سبعة آلاف سنة، وأنا في آخرها ألفًا"؛ قال الألباني: "موضوع". أنظر: "ضعيف الجامع الصغير" (٣/ ١٦٠) (ح ٣٠١٣).

<<  <   >  >>