للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو علي الغَسَّاني الحافظ: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خَلَف الباجي، أخبرني أبي أنَّ الفقيه أبا عمران الفَاسي (١) مضى إلى مكَّة وقد كان قرأ على أبي ذَرّ في السَّرَاة موضع سُكْناه، فقال لخازن كتبه: أخرجْ إليَّ من كتبه ما أَنْسخه (٢) ما دام غائبًا، فإذا حضر قرأتُه عليه. فقال الخازن: لا أجترئ على هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئتَ أنت فَخُذْ، وافْعَلْ ذلك. فأخَذَها وأخَرَج ما أراد، فسمع أبو ذَرّ بالسَّرَاة بذلك، فركب، وطرق إلى مكة، وأخذ كُتُبَه، وأقسم أن لا يحدِّثَه، فلقد أُخبرت أن أبا عمران كان بَعْدُ إذا حَدَّث عن أبي ذَرّ شيئًا مما كان حَدَّثه قبل يورِّي عن اسم أبي ذَرّ، ويقول: أخبرنا أبو عيسى، وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده.

وقال أبو إسماعيل الأنْصَاري: عَبْدُ بن أحمد بن محمد السمَّاك الحافظ، صدوق، تكلَّموا في رأيه، سمِعْتُ منه حديثًا واحدًا عن شَيبان بن محمد عن أبي خليفة عن علي بن المديني حديث جابر في الحَجّ (٣) بطوله قال لي: اقرأْه عليَّ حتى تعتادَ قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأتُه على الشيخ وناولتُه الجُزْء، فقال: لستُ على وضوء، فَضَعْه.

وقال أبو الوليد الباجي في كتاب "فِرَق الفُقَهاء" عند ذكر أبي بكر الباقِلّاني: لقد أخبرني أَبو ذرّ -وكان يميل إلى مذهبه- فسألته: من أين


(١) في "تذكرة الحفاظ": ٣/ ١١٠٥ "القابسي"، وهو تصحيف.
(٢) في الأصل: أما نسخه، وهو وهم.
(٣) حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم مخرج بطوله في "صحيح مسلم" (١٢١٨) في الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>