للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمد بن نَصْر المَرْوَزِي، وكتاب أبي بكر بن المنذر الأكبر والأصغر، ثم "مصنف" حَمَّاد بن سَلَمة، و"مصنَّف" سعيد بن منصور، و"مصنف" وكيع، و"مصنف" الفِرْيابي، و"مُوَطَّأ" مالك بن أنس، و"موطأ" ابن أبي ذئب، و"موطأ" ابن وَهْب، و"مسائل" أحمد بن حنبل، وفِقْه أبي عبيد، وفِقْه أبي ثَوْر.

قلت: أبو محمد بنُ حزم من بحور العُلُوم، له اختيارات كثيرة حَسَنة، وافق فيها غيرَه من الأئمة، وله اختياراتٌ انفرد بها في الأصول والفروع، وجميع ما انفرد به خَطَأ، وهو كثير الوَهْم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه، وعلى أحوال الرُّواة، وقد تكلم فيه القاضي أبو بكر بنُ العربي، وأبو بكر بن مفوّز وغيرهما، وبالغ بعضُهم في الحَطِّ عليه، وقد جرى بينه وبين أبي الوليد البَاجي مناظرة، ووقع بينهما منافرة.

قال أبو بكر بن العربي، في كتاب "القواصم والعواصم" (١) وقد ذكر الظَّاهرية: هي أُمَّةٌ سخيفة، تَسَوَّرت على مرتبة ليست لها، وتكلَّمتْ بكلامٍ لم تفهمه، تَلَقَّفُوه من إخوانهم الخوارج حيث تقول: لاحُكْم إلّا لله، وكان أوَّل بِدْعة لقِيت في رِحْلتي القَوْل بالباطن، فلما عُدْت وَجَدْت القَوْلَ بالظَّاهر قد مَلأَ بِهِ المَغْربَ سخيفٌ كان من بادية إشبيلية يُعْرف بابن حَزْم، نَشَأَ وتَعَلَّقَ بمذهب الشَّافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خَلَع الكلَّ، واستقلَّ بنفسه، وزَعَم أنَّه إمام الأمة، يَضَع ويرفع، ويحكم


(١) نشر العلامة محب الدين الخطيب جزءًا صغيرًا منه، وهو مبحث الصحابة سنة ١٩٥٤ م، ثم نشر كاملًا بتحقيق الأستاذ عمار طالبي في الجزائر سنة ١٩٧٤ م، وستأتي ترجمة ابن العربي برقم (١٠٥٩) من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>