للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن نُقْطَة: كان أبو الخَطَّاب موصوفًا بالمَعْرفة والفَضْل، لم أره؛ إلا أنه كان يدِّعي أشياء لا حقيقة لها، فذكر لي أبو القاسم بن عبد السَّلام -وهو ثقة- قال: نَزَل عندي ابنُ دِحْية فجعل يقول: أحفظ "صحيح مُسْلم"، و"جامع التِّرْمِذِي"، فأخذتُ خمسةَ أحاديث من التِّرْمِذِي، وخمسةً من "المُسْند"، وخمسةَ موضوعات، وجعلتها جُزْءًا، وعرضتها عليه؛ فلم يعرفْ منها شيئًا.

وذكر ابن خَلِّكان أنه قدم إرْبِل، فصنَّف لملكها كتاب "المولد" (١)، ومدحه بقصيدةٍ، ثم ظهر أن القصيدة لغيره (٢).

وقال ابنُ النَّجَّار: قَدِمَ علينا، وأملى من حِفْظَهِ، وذكر أنه سَمِعَ من جماعه غيرَ أني رأيتُ النَّاس مجمعين على كَذِبِهِ وضَعْفه وادِّعائه ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحةً على كلامه، وفي حركاته، وكان القلب يأبي سماعَ كلامه، سكن مِصْر، وصادف قَبُولًا من السُّلْطان الكامل، وأقبل عليه إقبالًا عظيمًا، وسمعت أنَّه كان يسوِّي له المداس حين يقوم.

قال: ونسبه ليس بصحيح، وكان حافِظًا، ماهرًا، تامَّ المعرفة


(١) سماه "كتاب التنوير في مولد السراج المنير". انظر "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٤٩.
(٢) مطلع القصيدة:
لولا الوشاة وهُمُ ... أعداؤنا ما وهموا
وقد نسبها ابن خلكان إلى الشاعر الأسعد بن مَمَّاتي. انظر "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٥٠، ١/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>