للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحوار في المسائل ويثيرون النقاش تارة بصفة مباشرة وتارة بواسطة المكاتبة أو التأليف (١).

وقد رأينا من تلاميذ الأبهري والقاضي البغدادي طلبة أندلسيين (٢)، ومن تلاميذ مسلم الدمشقي سبتيا. ورأينا الأبهري والبغدادي من المبادرين إلى شرح الرسالة الفقهية (٣) والتعليق على مسائلها وتأصيلها، وقد بيعت أول نسخة منها (ببغداد في حلقة أبي بكر الأبهري بعشرين ديناراً ذهبا) (٤).

وهكذا لم يمنع كون العراق في غير طريق الحج -الذي سلكه أهل المغرب والأندلس- من الرحلة إلى أقطاب المالكية بها (٥)، وربط الوشائج العلمية بهم.


(١) من ذلك الحوار العلمي الذي دار في قضية إثبات الكرامات ومناقشة ابن أبي زيد في موضوعها، وقد أسهم فيه أبو بكر الباقلاني بتأليف: (المدارك: ٦/ ٢١٩).
(٢) أشار المقري إلى ارتحال أعلام الأندلس إلى بغداد للأخذ عن الأبهري (أزهار الرياض: ٣/ ٢٧).
(٣) لأبي محمد عبد الوهاب البغدادي نظم في التنويه بهذه الرسالة مطلعه: (معالم الإيمان: ٣/ ١١٢). رسالة علم صاغها العلم النهد قد اجتمعت فيها الفرائض والزهد
(٤) معالم الإيمان: ٣/ ١١١.
(٥) يذكر ابن خلدون أن أهل المغرب والأندلس اقتصروا على تقليد المذهب المالكي، لأنهم كانوا يرحلون إلى الحجاز وهو منتهى سفرهم وأما العراق فلم يكن في طريقهم فاقتصروا على علماء المدينة وشيخهم الامام مالك (المقدمة: ٣٢١).
ولئن كان هذا يصدق على واقع القرن الثاني، فإننا نلاحظ بعده انطلاق الرحلة العلمية إلى العراق، واتصال طلبة المغرب والأندلس بأعلام المذهب المالكي بهذا المركز الاسلامي الذي تعايشت فيه كثير من مذاهب التشريعية.

<<  <   >  >>