وجرت له محنة في سنة ثمانين وذلك أن "بركة" و"برقوق" لما غلبا على الأمر كان شيخنا يصحب "برقوق" فعينه في قضاء الشافعية فخدع بأن استكتب خطه بمال فغضب "برقوق" عليه وسلمه لشاد الدواوين ثم سلمه الله وخلص وذلك بعناية أكمل الدين وجماعة وكان للشيخ سراج الدين البلقيني فى ذلك يد بيضاء مع أنه لما سأله "برقوق" عنه ومن أولى بالحكم أهو او ابن أبي البقاء؟ غضي منه في العلم وقال: لا خير فيهما وناب في الحكم بعد ذلك واقتصر على جهاته. وكان موسعاً عليه كثير الكتب جداً ثم احترق غالبها قبل موته وتغير حاله بسبب ذلك فحجبه ولده نور الدين إلى أن مات ليلة سادس ربيع الأول ينة أربع وثمانمائة وقد جاوزا لثمانين. وهؤلاء الثلاثة: العراقي والبلقيني وابن الملقن كانوا اعجوبة هذا العصر على رأس القرن: الأول: في معرفة الحديث وفنونه. والثاني: في التوسع في معرفة مذهب الشافعي. والثالث: في كثرة التصانيف وقدر أن كل واحد من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة فأولهم ابن الملقن ولد سنة ثلاث وعشرون ومات سنة أربع وثمانمائة والبلقيني ولد سنة أربع وعشرين ومات سنة خمس وثمانمائة والعراقي ولد سنة خمس وعشرين