لأستاذه أبي نصر محمد بن محمد بن هممياه الرامشي المقرئ حتى تخرج به، وزاد عليه في الفقه والورع، وقصر اليد عن الدنيا، ولزوم طريقة العبادة والتصوف والزهد حتى كان يقصد من البلاد ويستفاد منه، وقل ما كان يخرج من بيته إلا للجنائز، واختل بصره في آخر عمره.
سمع: أبا سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ الشاماتي، وأبا بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، وأبا سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي المروزي، وغيرهم.
كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته ورواياته في جمادى الأولى من سنة اثنتي عشرة.
وكانت له تصانيف مفيدة في النحو والقراءات، وبينه وبين والدي، رحمه الله، صداقة أكيدة ومودة مفرطة، وأصابه مرض طويل إلى أن سقطت قوته وضعفت، وأدركه قضاء الله تعالى، عديم النظير، منقطع القرين، في ليلة السابع عشر من شعبان، سنة ست عشرة وخمس مائة، وحمل إلى الحيرة، وصلى عليه الخلق الكثير، والجم الغفير، ودفن بها، وزرت قبره.