[أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن فطيمة البيهقي]
من أهل خسروجرد؛ إحدى قرى بيهق، وهو قاضيها.
كان شيخًا فاضلًا، مسنًا كبيرًا، جليل القدر، حسن السيرة، مليح الأخلاق، كثير المحفوظ، وكان يمزح مع كل أحد، ويكرم الغرباء الواردين عليه ويبرهم ويحسن إليهم، وكان الناس ينتابونه من كل قطر، وداره كان مجمع الفضلاء والعلماء.
ورد مرو وأقام بها مدة يتفقه على جدي الإمام أبي المظفر السمعاني، رحمه الله، ولما عزم على الخروج إلى كرمان سأل جدي أن يكتب له كتابًا إلى أخيه أبي القاسم علي بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، فأجابه إلى ذلك، وكتب ذلك الكتاب، وأكرم مورده، وحظي عند تلك الحضرة، وحصل له مال كثير وسعة وافرة، واتفق أن لحقته علة الدم بكرمان فقطعت أصابعه العشرة، ولم يبق له إلا الكفان فحسب، ومع هذا كان يأخذ القلم بكفيه ويضع الكاغذ على الأرض ويمسكه برجل ويكتب بكفه خطًا حسنًا مقروءًا مبينًا، وربما يكتب في كل يوم خمس طاقات من الكاغذ، وهذا عجيب ما رأيته.