[شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن أحمد بن علي، المفيد، الأصبهاني، المعروف بزفرة، من أهل أصبهان.]
شيخ حريص على طلب الحديث لازم مجالسه، ما فاته شيخ من شيوخ أصبهان إلا وسمع منه، ولم يكن يعرف شيئًا ويفهمه أصلًا.
وكان يعرف أسماء الكتب والأجزاء من كثرة ما سمع، حتى أن صاحبنا الشهاب محمد بن أبي الوفاء المديني كان يقرأ جزءًا من حديث أبي عبد الله بن منده، في جامع أصبهان على بعض الشيوخ، فقال: حمزة بن علي الكتاني.
فقال زفرة: الكناني، ورفع صوته، فتعجب الحضور من ذلك، والصواب كان معه لكثرة ما سمع، وتعجب الناس من خطأ الشهاب في شيء يرد عليه زفرة مع خلوة من العلم.
سمع زفرة بأصبهان بقراءة الإمام والدي، وأبا الفتح أحمد بن محمد الحداد،