ووفاته بها بين صلاتي يوم الأحد، ودفن عصر يوم الاثنين العشرين من المحرم، سنة أربع وأربعين وخمس مائة، وخرجت إلى فندين للصلاة عليه ودفنه.
[شيخ آخر: هو أبو بكر، محمد بن شجاع بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم، اللفتواني، الحافظ، من أهل أصبهان، ولفتوان إحدى قراها.]
شيخ صالح، كثير العبادة والخير، حسن الطريق، عارف الحديث وطرقه، أفنى عمره في سماع الحديث وكتابته، وما كنت أدخل عليه إلا وهو يصلي أو ينسخ شيئًا أو يقرئ الحديث.
أكثر عن شيوخ أصبهان، وسمع العالي والنازل عن من أقبل وأدبر، وكان يقرأ قراءة غير مفهومة مدغمة، ويكتب خطًا مثل ذلك لا يمكن قراءته لكل أحد، وهو مشهور بين الأصبهانيين بمثل هذه القراءة، وكان يقول: يكفي من السماع شمة.
غير أنه كان ورعًا فقيرًا سنيًا، كثير العبادة.
كانت بينه وبين والدي رحمه الله صحبة أكيدة وشركة في السماع عن الشيوخ الذي يحدثون في سنة تسع وتسعين وأربع مائة.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، وأبا الحسن سهل بن