كان شيخا متميزا، يخالط العلماء والأئمة، حافظا لأحوال الناس، غير أنه كان متهما، وما عرفت منه شيئا، ولا سمعت شيئا منه، ما أنكرت عليه إلا مخالطته المتهمين أهل القلاع.
وكان الإمام والدي رحمه الله كتب له كتابا إلى أصبهان، أثنى عليه فيه.
وتوفي بمرو بعد وقعة الغز إما في سنة ثمان، أو تسع وأربعين وخمس مائة.
الرواية:
أنشدنا أحمد بن نصر بن الأمجي إملاء من حفظه بمرو في جامعها الأقدم، أنشدني الإمام أبو بكر الفرج القرميسيني من لفظه ببروجرد سنة خمس وتسعين وأربع مائة، أنشدني الإمام أبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي الشافعي رحمه الله:
نأو بهم فالفؤاد كئيب ... وأرق عيني فالرقاد غريب
ومما نفى نومي وشيب لمتي ... تصاريف أيام لهن خطوب
فمن مبلغ عني الحسين تحية ... وإن كرهتها أنفس وقلوب
قتيل بلا جرم كأن قميصه ... صبيغ بماء الأرجوان خضيب
وإن كان ديني حب آل محمد ... فذلك ذنب لا أزال ذنوب
[شيخ آخر: هو أبو العلاء أحمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن الحمامي الأديب، من أهل بخارى، ختن الشيخ محمد بن علي النوجاباذي.]
كان فقيها فاضلا، زاهدا، عارفا باللغة، حسن السيرة، كثير الاجتهاد والتعبد، عفيفا، نزه النفس، تاركا لما لا يعنيه، متيقظا.