كان مكثرا من الحديث، حريصا على سماعه، لعله ما ترك جزءا بنيسابور من العالي والنازل إلا سمعه وحصل نسخته، غير أنه ما كان يعرف شيئا من العلم ولا يفهمه، ولا يحسن قراءة حديث واحد، وخطه مثل علمه، وسمعت أنه إذا ظفر بأجزاء الشيوخ أمسكها وما يكاد يخرجها من يده.
سمع قبلنا ومعنا الكثير من شيوخنا، وممن لم نلحقه.
سمع مني، وكتبت عنه شيئا يسيرا، وكان إذا حصل له جزء يجيء إلي ويقول: تجيء ونقرؤه على الشيخ الفلاني حتى يقع سماعك واسمك على هذا الجزء، فكنت أجيبه في بعض الأوقات، وفي بعضها أقول له: إذا لم تكن النسخة لي لا أقرأه.
وتوفي، فيما أظن، بنيسابور في حدود سنة أربعين وخمس مائة.
[شيخ آخر: هو أبو الحسن علي بن محمود بن محمد النصراباذي المعروف بذوابه]
من أهل نيسابور.
كان شيخا فاضلا، متفننا، متقنا.
أنفق ماله وعمره وما ورثه على العلم والتحصيل والنسخ وجمع الأصول.
قرأ الأدب والعربية على أبي الحسن الواحدي، واشتغل بالوعظ والتذكير مدة ثم تركه، ونظر في الطب وحصله.
ورد مرو وأقام بها في صحبة القاضي أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المروزي.
وكان من الأفاضل الجامعين للفوائد.
سمع: أبا الفضل عبد الملك بن محمد بن شاذان المقرئ الأنصاري، وأبا الحسن