أحد المشهورين المذكورين بالزهد والصلاح، والفضل والعلم، وتربية المريدين.
وكان على أحسن طريقة، وأجمل سيرة، صاحب كرامات وآيات، أفنى عمره في طلب العلم والعبادة ومنفعة الخلق.
سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري الصوفي، وعائشة بنت القاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي، وجده لأمه أبا العباس محمد بن محمد بن علي الجويني، وغيرهم.
وكانت له إجازة عن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته، ولما كنت بطوس في النوبة الثانية قال شيخنا أبو بكر عبد الواحد بن أبي علي الفارمذي: تقيم عندنا أياما، فإن الإمام محمد بن حمويه يقدم علينا طوس حتى تراه، فلم يتفق لي الإقامة وانصرفت إلى نيسابور حرصًا على الكتابة من أبي عبد الله الفراوي، وأبي محمد السيدي، وغيرهما من بقية الشيوخ.
ثم بعد ذلك عزمت على الخروج إلى جوين قاصدًا إليه للقيه والكتابة عنه، فوصل إلى نعيه، فترحمت عليه، وتأسفت على فواته، وكانت ولادته ببحيراباذ في المحرم، سنة تسع وأربعين وأربع مائة، وتوفي بها مستهل ربيع الأول، سنة ثلاثين وخمس مائة.