محمد بن دوست دادا، المقرئ، الصوفي، من أهل نيسابور.
هكذا قرأت نسبه بخطه في الإجازة القديمة لي.
كان مقرئًا، فقيهًا، واعظًا، صوفيًا، ظريفًا، لطيف الطبع، كثير المحفوظ والفوائد، حسن العشرة، متوددًا إلى الناس.
حدث عن أبي بكر أحمد بن خلف الشيرازي، وأبي بكر أحمد بن سهل بن محمد السراج، وأبي علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وغيرهم.
سمعت منه في الرحلة الأولى، ثم لما رجعت من العراق صادفته وهو يملي، فاستعرت من بعض أصحاب الحديث جزءًا من أماليه، فرأيت فيه أحاديث عالية ونازلة، كأنه ما كان يعرف شرط التحديث.
وقدم علينا مرو بعد رجوعي من نيسابور، وعقد المجلس في موضعي، فأحسن وأبكى الحاضرين.
وسمعت أن الإمام أبا حامد الغزالي كان يقول: من أراد أن ينظر إلى صورة التصوف، فلينظر إلى أبي سعيد بن خليفة.
وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة ثمان وستين وأربع مائة بنيسابور.